بالهروب الجديد للحضن الإيراني الدافئ الذي يجمع على سطح واحد كل المتناقضات السياسية والأمنية ,يسجل مقتدى رقما قياسيا في الحيرة والتذبذب والتورط في ملفات هي أكبر بكثير من كل قياساته السياسية وإمكانياته الفكرية المحدودة أصلا , كما بهذا الهروب تسجل نقاط سوداء عديدة ومباشرة ضد الأطراف المنافقة التي كانت قد استبشرت بعودة مقتدى نفاقا و رياء وأبرزهم صالح المطلك ، والمتلون الدعوي ووكيل وزارة الداخلية عدنان ألأسدي, وهما اللذان غردا فرحين مستبشرين بعودة ذلك القائد الهمام لديهم والذي ينوء كتفه المائل بجرائم إرهابية عديدة وملفات سوداء مخزية لا تجعله حالة انفتاحية بقدر ما هو حالة تأزيمية مستمرة منذ أن ظهر على سطح الحياة السياسية في ظل وضع مريض زاده مرضا تهافت الأحزاب الطائفية و العميلة للنظام الإيراني و التي حولت العراق للأسف بكل ألقه وثقله الحضاري لملعب دموي لفرق المتخلفين و القتلة من الطائفيين و الذباحين التكفيريين وغيرهم الذين حولوا العراق لأكبر ( سوق هرج ) إرهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث . إن عودة مقتدى للأحضان الإيرانية هي تعبير وواضح عن الفشل القيمي و السلوكي للطائفيين وعن كونهم مجرد بيادق رخيصة تحركها ألأجهزة الأمنية والإستخبارية الإيرانية التي تتلاعب بحرية وخفة ورشاقة بكل الملفات العراقية بصورة غير مسبوقة في التاريخ الحديث . العجيب إن هروب مقتدى للإيرانيين يرتبط أساسا بدعم أولئك لأعداء وخصوم مقتدى وهم عصابة “عصائب أهل الباطل ” الإرهابية التي للأسف خضعت لها حكومة دولة القانون و أطلقت سراح إرهابييها من الخاطفين والقتلة والمجرمين في استهانة حقيقية للقانون ودوس مؤلم على دماء وأرواح الضحايا الذين أزهقتهم تلك العصابة المأجورة التي تستوحش في العراق بينما تكون كالفئران المختبرية في إيران ,حيث الدعم و المأوى والتمويل . عصابة”عصائب أهل الباطل ” الإرهابية لا تمارس جرائمها على الأرض الإيرانية بينما تستبيح بحرية السيادة العراقية و تسترخص دماء العراقيين وأعضائها عبيد مطيعة لأسيادها الإيرانيين الذين ينوون بشكل واضح لا لبس فيه تعكير الحالة الأمنية في العراق عبر الدعم المفتوح لجميع العصابات الإرهابية ومن مختلف الملل والنحل سواءا كانوا من القاعدة واخواتها أو من حزب خدا وعصاباته وفرقه فلاشيء ، فما هو مهم لديهم حد القداسة هو مصلحة دولتهم القومية الفارسية التي تطوع من أجلها كل النصوص الدينية والروايات الطائفية .في العرف السلطوي الإيراني وقد تحول مقتدى لآلة ولعبة صغيرة بيد الإيرانيين الذين يرسلونه للعراق ثم يعيدونه لهم وهي حالة غير مسبوقة في التبعية و الإنبطاح لم يسبق أبدا لأي قيادة دينية أو سياسية أن خضعت لذلها . وأعتقد أن هروب الصدر هو وسام مكلل بالعار لكل من هلل و بشر بإفراج أمني ولكل أولئك المنافقين الذين لا يهدفون سوى التلهف لمصالحهم الخاصة .ثمة حقيقة واحدة ومعروفة وهي أن الدم يستسقي الدم ومن بدأ مسيرته وظهوره من خلال الإرهاب واستباحة دماء الآمنين وغدر الأهل و المستأمنين لا يمكن أن يعيش بسلام و إطمئنان ، فالجزاء من جنس العمل ، ومن هانت عليه دماء أبناء شعبه تهون عليه كرامته المهدورة وهو مشتت تائه ينتظر رحمة الإيرانيين الذين يعرفون جيدا كيف يتعاملون مع أدواتهم وعملائهم وكيف يرمونهم عند أول مقلب زبالة . ستظل دماء الشهيد السيد عبد المجيد الخوئي ورفاقه المغدورين أبد الدهر عن الثأر تستفهم . وستظل تلك الجريمة البشعة نقطة سوداء ستؤرق ليالي و أحلام مقتدى الذي هرب خوفا من الإغتيال على أيدي عصابته وليس بسبب الخوف من سطوة دولة القانون المالكية . فالمالكي لا يستطيع في ظل حالة الضعف التي تعيشها حكومته أن يأمر بتفعيل القانون و بتنفيذ مذكرة إلقاء القبض على مقتدى ومحاكمته ,لأن ذلك سينسف أساسا كل أركان الحكومة العراقية المهلهلة وغير المكتملة حتى اللحظة . الإرهابيون إذن في خلاف داخلي وفي ظل مراجع إيرانية تحرك الخيوط و تشعل الأوضاع ، فما بين ( الحائري ) و ( الشاهرودي ) تدور الصراعات .وخلف أولئك جميعا الحاوي الإيراني الذي يحرك الدمى و الضباع المتوحشة.. لن يهرب المجرمون بجرائمهم و ستطبق العدالة الآلهية بحق كل من إعتدى و بطش و قال أنا ربكم الأعلى. فليهنأ الطريد مقتدى بضيافة أسياده الإيرانيين الذين سيجدون قريبا الوسيلة الملائمة و المناسبة للتخلص منه..!.. فنهاية العملاء معروفة في جميع الأحوال ، ويبدو أن غيبته الصغرى هذه المرة ستتحول لكبرى.. فما أتفه المنافقين و المطبلين.