ذكرنا في الموضوع السابق تفصيلات فتنة الدجال ولكن كيف يقي المسلم نفسه من
الدجال فنقول يقي المسلم نفسه من الدجال وفتنته , وهذا أهم من الموضوع كاملاً ,
فنقول أن الإنسان يقي نفسه من الدجال وشره وفتنته بالعلم بالدجال وبأخباره وهذا ما
استفدناه من الموضوع , وأيضاً الإيمان لأنه بالإيمان تقرأ ما في جبينه (أي الدجال)
وبالإيمان توقى فتنته , وأيضاً يقول صلى الله عليه وسلم من ابتلي منكم في الدجال
فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف , وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ عشر
آيات من سورة الكهف أو قال "من أول سورة الكهف أو من آخر سورة الكهف" وقي
فتنة الدجال ) ويقول بعض علماء الحديث بأن هناك أحاديث ضعيفة ولكن حسنه
العلماء فيقولون من قرأ قي كل جمعة سورة الكهف وقي الفتنة التي بينها وبين
الجمعة الأخرى ولو كانت فتنة الدجال فيها لوقاه الله شرها , وأيضاً ينبغي على
الإنسان أن لا يذهب إليه ولا يأتيه بل ينه عنه , وأيضاً من الأسباب التي تقي المسلم
فتنته البقاء في مكة أو المدينة لأن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة كما مر معنا ,
وأيضاً مما يقي من فتنة الدجال (الدعاء) فعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ من
أربع في التشهد وبعض أهل العلم أوجبها فيقول المصلي بعد الصلاة على النبي في
التشهد (اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات , وأعوذ بك من فتنة المسيح
الدجال , ومن عذاب في القبر وعذاب في النار ) ففي الحديث فتنة المحيى ومن فتن
المحيى فتنة الدجال ولكنها خصة لعظمتها , ولا نقول أن النبي خص المسيح الدجال
وبينا فتنته أن أمر القبر هين بل أن فتنة القبر عظيمة ففي صحيح البخاري قال صلى
الله عليه وسلم ( إنكم تفتنون في قبوركم قريباً أو مثل فتنة المسيح الدجال) فلا يعتقد
المرء أن عذاب القبر أسهل من فتنة المسيح الدجال بل يأتيه ملكان أسودان ازرقان
فيقعدانه فيسألانه من ربك ومادينك وما الرجل الذي خرج فيكم , فإن كان مؤمنا
فيجيب عليهم وإن كان منافقاً أو مرتاباً فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون
فقلت مثلهم , فيضرب بضربة من حديد فيسمعه كل من يليه أي قريباً منه ما عدا
الثقلين الإنس والجن , أما ما يقال أنه يسمعه من في الأرض فهذا غير صحيح وغير وارد