قال الحجاج يوماً و عنده اصحابه : أما إنه لا يجتمع لرجل لذة حتى تجتمع أربع حرائر في منزله يتزوجهن ، فسمع ذلك شاعر من
أصحابه يقال له الضحاك ، فعمد إلى كل ما يملك فبـاعه و تزوج أربع نسوة ، فلم توافقه واحدة منهن ،
فأقبل على الحجاج فقال : سمعتك أصلحك الله تقول : لا تجتمع لرجل لذة حتى يتزوج أربع حرائر ، فعمدت إلى قليلي و كثيري
فبعته و تزوجت أربعاً فلم توافقني واحدة منهنّ ، أما واحدة منهن فلا تعرف الله و لا تصلي و لا تصوم ، و الثانية حمقاء لا تتمالك
، و الثالثة مذكّرة متبرّجة ، و الرابعة ورهاء ( الخرقاء ) لا تعرف ضرّها من نفعها ، و قد قلت فيهن ّ شعراً . قال : هات ما قلت
لله أبوك ! فقال :
تزوجت أبغي قرّة العين أربعاً فــيـــالــيـتـنـي و الله لم أتزوج ِ
و يا ليتني اعمى أصمّ و لم أكن --- تزوجت بل يا ليتنيش
فواحدة لا تعرف الله ربّها --- ولم تدر ِ ماالتقوى و لا مالتحرّج ِ
و ثانية حمقاء تزني مخانة --- تواثب من مرّت به لا تعرج ِ
و ثالثة ما إن توارى بثوبها --- مذّكرة مـشـهــورة بالتبرج ِ
و رابعة ورهاء في كل أمرها --- مفرّكة هوجاء من نسل أهوج ِ
فـــهنّ طلاق كلهن بوائنٌ --- ثلاثاً بتاتاً فاشهدوا لا ألـجـلــج ِ
فضحك الحجاج و قال : ويلك ! كم مهّرتهن ؟ قال : أربعة الآف أيها الأمير ، فأمر له باثني عشر ألف درهم