كان الرشيد قد استعرض عنان جارية الناطفي ليشتريها، وقال لها: أنا والله أحبُّك! ثم أمسك عن شرائها؛ فجلس ليلة مع سُمَّاره، فغناه بعض من حضر من المغنين بأبيات جرير حيث يقول:
إنّ الذين غدوا بلبِّك غادروا
وشلا بعينك لا يزال قعينا
قال: فطرب الرشيد لها طرباً شديداً، وأُعجب بالأبيات، وقال لجلسائه: هل منكم أحدٌ يجيز هذه الأبيات بمثلهن، وله هذه البدرة وبين يديه بدرة من دنانير، قال: فلم يصنعوا شيئا، فقال خادم علي رأسه: أنا لك بها يا أمير المؤمنين. قال: شأنك. فاحتمل البدرة؛ ثم أتي الناطفي فقال له: أستأذن لي علي عنان. فأذنت له، فدخل وأخبرها الخبر، فقالت: ويحك! وما الأبيات فأنشدها إياها، فقالت له: أكتب