نعم أنا الكوردي ترعرت على أن احب الطبيعة من حولي لأنها جميلة وشبت على الحركة بفعلها ونضجت بين تلافيف الصخور وشقوق الكهوف وشخت وأنا اصعد الجبال وأنزل الوديان وسأموت ليكون البلوط تابوتي والراح من الكرم غسلي . هذا هو الكوردي من الولادة الى الموت حب وهواء غير أعتيادي بين الأنسان والطبيعة وهذا الحب لم يأتي أعتباطاً بل هو نتيجة لفعل التبادل الجدلي بينهما ؟ طبيعة خلابة خيرة ودودة وحامية مما يدفع بساكنيه الكورد من بذل الغالي والرخيص من أجل ديمومة التزواج بينهما ومن بين شروط هذا العقد الأبدي هو الأخلاص والوفاء لكل ذلك الهبات المقدمة بدون ثمن والكورد يقدم الفرح والرقص قرباناً للعقد كبادرة وفاء وأخلاص !!!
لقد قدم البشر وفي فجر التاريخ وعند صعوده أول سلمة من سلالم التحضر القرابين للطبيعة كرد فعل للهبات والطيبات الذي حصل عليه و منها فلقد قدم الأنسان الأول القرابين للشمس والبحر والقمر وكان الرومان والأغريق سباقون في الأيفاء مقابل منح الطبيعة لهم وهم بذلك خلقو آله لكل مفصل من مفاصل الطبيعة فكان بوسيدون للبحر إلهاً وهيفيستوس للنار وهيذر لباطن الأرض وزيوس للأمطار والرعد وكانت تقدم اليهم قرابين متعددة فللبحر كان يقدم سنوياً فتاة جميلة وللأخريين كانت تقدم هبات مختلفة من زرع ونسل و للبعض المواشي ونحن الكورد قدمنا الرقص والفرح قرباناً لمنح الطبيعة وهكذا كانت وأستمرت وهذه من أجمل وأغلى العطايا من الأنسان للطبيعة وعلى الأجيال القادمة المحافظة عليها وتطويرها فليس هناك أجمل وارقى من الرقص والدبك من أجل أدامة الحب والسلام الذي يعاديه الأشرار والغرباء ويبذلون كل الجهود من أجل الأخلال بتلك العلاقة بحجج نعرف دوافعه ومكامنه جيداً فهؤلاء الذين خسرو جماليات الحياة لا يمكن لهم الا الدعوة للجهالة ونبذ كل مايمت للجمال والخير لقد كان لنا نقاش مع بعض هؤلاء الذين اعمى جمال طبيعتنا وهباته بصيرتهم جولات ادعوا فيها الحرام والعيب كمنفذ لمنع تلك العلاقة مرة وفي اخرى وعند فشلهم في منطق الأقناع تحولوا الى التهكم والتهجن من حبنا ككورد للدبك والغناء والبعض منهم أقترح أن يشمل علم كوردستان معالم تشير الى الرقص ؟؟ ونحن ومن باب معرفتنا بمنطق حب وشغف هؤلاء باللون الأسود وتفضيلهم النحيب والبكاء على ما دون غيره تركناهم لذلك الحب الأسود القاتم ولنبقى نحن بحبنا للألوان الزاهية البراقة وهيامنا بالرقص والفرح والتمنيات المخلصة والدعوات الكبيرة قائمة لتبقى مثل هذا التراث الغني رصيداً ابدياً لنا لأن بمثله يرتقى الشعوب فمن لا يستطيع أن يحب ما حوله لا يمكن له أن يحب الأخرين وهؤلاء الذين جبلوا على كره ومقت طبيعتهم لا يمكن لهم الحب وسيكون فلسفة أمثال هؤلاء هو الكره والحقد على كل ماهو جميل وطيب وفرح. فعند هؤلاء الموت هو الحياة ولهذا يتمنون الموت لكل شىء موت الأنسان وموت الطبيعة وعندنا الموت هو آخر المطاف ولا حياة لمن لا يعرف للفرح طريقاً ونحن نعرف الطريق نحن ندبك ونرقص حباً وقرباناً لطبيعتنا الغنية التي وهبتنا الجمال و الروح الغنية وعسى أن يدوم عليكم وعلى كل من يعادي الكورد نعمة التوشح بالسواد والبكاء والنحيب .
وهذه دعوة للفرح والرقص الذي يحسدوننا ويحاربوننا عليه من أجل ايصال سوادهم وتخلفهم الينا تارة بالتهديد والوعيد وتارة اخرى بأرسال ذوى اللحى الخبثاء ليبثوا روح الخنوع والخضوع الى تمثالهم الجاهلي الذي قضى على أبتسامات أطفالهم وذويهم وادخل نسائهم في أقفاص الجلباب والخمار واقفلوا أبواب العقل والمنطق حتى على أبناء جلدتهم فكيف سيكون المصير إن وصل فكرهم وعملهم الينا ؟ يجب منع إنتشارهم وحماية الكورد منهم وهذه مهمة الجميع فعلى الكل محاولة ديمومة العلاقة بيننا وبين طبيعتنا الخلابة وعلى الكل أن يخلص في مهمة تقديم القربان اليه وقربان الكورد هو الرقص والدبك والفرح .