مالهدف من تدمير الجسور في العراق

يذكر العراقيون أن شائعة انتشرت في بغداد أواخر السبعينيات، تقول: إن كارثة ستحصل في العراق بعد بناء الجسر السابع في بغداد، حيث كانت أعمال البناء قد بدأت في الجسر الواقع قرب مدينة الطب. وحين جرى الانتهاء من بناء الجسر سخرت الصحف من تلك الشائعة، إلا أنه لم تطل السخرية بها كثيراً حتى اشتعلت حرب الخليج الأولى، بعد شهور فقط من إنجاز الجسر .

وهكذا اعتبرت الجسور جزء أساس في رسم أقدار هذه المدينة التي أنشأها أبو جعفر المنصور بين ضفاف نهرين من أعظم أنهار العالم (دجلة والفرات). وفي إطار التكتيك الجديد الذي جرى تطبيقه من قبل الفصائل العراقية، منذ عدة شهور. ولا يكاد يمر يوم حتى يستهدف المسلحون جسراً حيوياً ويدمرونه بشكل كامل تقريباً. وكان آخر هذه التفجيرات، وقع الأربعاء 13 يونيو، وانتهى بنسف "زغيتون" الجسر الوحيد الذي يربط بين مدينتي تكريت وكركوك، والذي يقع على قناة مائية (45 كم جنوب كركوك) .

وكان قد سبقه انفجار الأحد 10 يونيو، والذي تسبب في تهدم أجزاء كبيرة من جسر السبتية، الذي يمتد فوق نهر (ديالى) ويربط مدينة بعقوبة عاصمة ديالى بالمناطق الشمالية للمحافظة، مما أدى إلى سقوطه في النهر بالرغم من تمركز قوة جورجية خاصة لحمايته. وهو أحد الجسور الهامة التي تقع إلى الشمال الشرقي لمدينة بغداد .

فخلال الفترة القليلة الماضية ــ ومع بدء تنفيذ "خطة أمن بغداد" قبل أكثر من ثلاثة أشهر ــ شهدت العاصمة وعدد آخر من المحافظات العراقية عدداً متزايداً من الانفجارات التي استهدفت جسور حيوية، ضمن خطة يعتقد على نطاق واسع أنها تهدف إلى إعاقة القوات الأجنبية والقوات الحكومية المتعاونة معها .

وقد ترتب على ذلك، أن شهدت بغداد ظاهرة تمركز آليات ثقيلة تابعة للجيش العراقي، وخاصة الدبابات، على عدد من الجسور وبالذات التي تقع على الخطوط السريعة التي تحيط بالمدينة، وهو ما أدى في كثير من الأحيان إلى قطع هذه الجسور أمام مستعمليها من المواطنين، وإرباك كبير في حركة المرور .

كما أغلقت السلطات عدداً من هذه الجسور الهامة في هذا الإطار، كجسر "الأئمة"، وجسر "الشهداء"، وجسر "الجمهورية"، وجسر "الأحرار"، وجسر "السنك"، وجسر" 14 تموز"، وجسر "ذو الطابقين" وجسر "باب المعظم" وجسر "الدورة" .

وذلك بعد عمليات انتهت بتدمير كل من جسر "الصرافية" الحديدي الذي يعد شرياناً رئيساً للجزء الشمالي من بغداد. وجسر "محمد القاسم" الذي يقع بالقرب من وزارة المالية. وجسر "الجادرية" الذي يربط بين مناطق الكرادة والقادسية والبياع والسيدية جنوبي بغداد. وجسر "سرحا" الواقع على الطريق الرئيسة بين بغداد وكركوك وأربيل، وجسر "الخضراء" غربي بغداد الذي يربط حي الخضراء بحي الجامعة. فضلاً عن جسور أخرى في الفلوجة والصويرة والتاجي .

وبينما لا يختلف المراقبون تقريباً حول ضلوع فصائل المقاومة العراقية في هذه العمليات، يحصرون أهداف ذلك في إعاقة وصول قوات الاحتلال لبعض المناطق، وارباك تلك القوات وخفض معنوياتها. وقطع سبل الاتصال بين العاصمة والمحافظات المحيطة، وكذلك لعرقلة الخطط الأمنية الحكومية الهادفة ربما إلى اجتياح معاقل دولة العراق الإسلامية في ديالى .

فضلاً عن فصل مناطق وأحياء شيعية عن أخرى سنية كانت قد استهدفت من قبل ميليشيات شيعية متخفية في زي الشرطة والجيش .

وفي هذا السياق، تضم العاصمة العراقية بغداد 13 جسراً، منها 11 جسراً على نهر دجلة، واثنان على نهر ديالى، فيما تنتشر داخل المدينة عشرات الجسور والانفاق. وكان عدد من هذه الجسور قد تعرض ــ خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 ــ إلى القصف الأمريكي الذي دمر عدداً منها، وأهمها جسري الشهداء والأحرار، كما دمر جسرا الجمهورية و"14 تموز" المعلق بالكامل .

وفي أعقاب سقوط نظام صدام حسين، ابريل 2003، أغلقت قوات الاحتلال الأمريكية العديد من الجسور، أبرزها جسر 14 تموز القريب من القصر الجمهوري الذي أصبح مقراً للسفارة الأمريكية في بغداد ضمن المنطقة الخضراء .

وأغلق جسر "الائمة" الذي يربط منطقتي الأعظمية والكاظمية شمالي بغداد في أعقاب سقوط نحو 1000 زائر في النهر كانوا يتجهون لزيارة ضريح موسى الكاظم منتصف عام 2005.

أما جسر "باب المعظم" القريب من شارع حيفا، فقد أغلق من قبل قوات الشرطة العراقية بين بسبب نشاط المقاومة والعمليات العسكرية في المناطق المحيطة به .

السلام عليكم اشكرك اخي العزيز على هذه المشاركة

واعتقد بانه يوجد [URL="http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/library/Pages/default.aspx"]مواقع [/URL]اخرى مفيدة في مجال التاريخ العربي و ساحة النقاشات المعاصرة

ووفقك الله وايانا لما فيه الخير والنجاة